روائع مختارة | قطوف إيمانية | الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | مقالات ملفَّقة في الإعجاز العلمي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الإعجاز العلمي في القرآن والسنة > مقالات ملفَّقة في الإعجاز العلمي


  مقالات ملفَّقة في الإعجاز العلمي
     عدد مرات المشاهدة: 3370        عدد مرات الإرسال: 0

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض الأفكار الخاطئة حول معجزات وهمية صدقها كثير من الإخوة والأخوات وساهموا في نشرها عبر المنتديات، ولابد من التنبيه على ذلك من خلال هذه الأمثلة.

أحببتُ أن ألفت انتباه إخوتي وأخواتي إلى ظاهرة خطيرة تسيء للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فبعدما يئس الملحدون من تشويه حقائق القرآن العلمية لجئوا إلى أسلوب قديم وهو تلفيق مقالات في الإعجاز العلمي ونشرها بهدف تشويه هذا العلم، ومع الأسف انتشرت هذه المقالات بين المسلمين بسبب تسرعهم في قبول أي فكرة إعجازية قبل التثبت والتحقق منها.

لذلك سوف نستعرض بعض الأفكار التي تم تلفيقها للتدليس على المسلمين ونميز بينها وبين الأفكار الصحيحة، ويجب أن نعلم أن الله تعالى ليس عاجزًا عن أي شيء، ولكن هناك قوانين وسنن كونية، والله تعالى ليس بحاجة للانتقام من أحد فهو غني عن عباده، ولن يضروه شيئًا.

ولكن الله تعالى يسوق لنا إشارات في هذه الدنيا لتكون وسيلة نرى من خلالها صدق كتاب الله وصدق وعده لنا، كما قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21]. فالكوارث والزلازل والأعاصير والفيضانات والتلوث والتغير المناخي وغلاء الأسعار التي نراها اليوم هي نوع من أنواع العذاب الأصغر وإنذار للناس جميعًا أن يعودوا إلى ربهم ويكفوا عن معصيته.

الفتاة التي مسخها الله:

سرت شائعة ملفقة منذ مدة بأن فتاة استهزأت بالقرآن فمسخها الله وحولها إلى مخلوق بدائي، ورسموا صورة لها هي في الأصل تمثال في أحد المتاحف. ولكن وللأسف انتشرت هذه الكذبة بسرعة البرق، ولو أن كل واحد من الذين ساهموا في نشر هذه الأكذوبة سأل أهل العلم لما سمع أحد بهذه الفتاة ولما انتشرت هذه البدعة وغيرها من الأكاذيب التي يسخر منا أعداء الإسلام بسببها.

النبات الذي أصدر ذبذبات صوتية:

إنها أكذوبة تقول بأن العلماء اكتشفوا أن بعض النباتات تصدر ذبذبات صوتية ولدى تحليلها على جهاز القياس الخاص بهذه الذبذبات رسمت اسم الله! وأقول إن جميع النباتات تصدر ذبذبات صوتية وتتأثر بالذبذبات الصوتية، فهي تسبح الله تعالى. وقد قام بعض العلماء بالتأثير على النبات بصوت القرآن فازداد نموّ النبات! وهذه المعلومة صحيحة ومؤكدة، ولكن أعداء الإسلام خلطوا بها معلومة أخرى وهي أن جهاز القياس رسم اسم الله، وهذا ما نحذر منه.

فالله تعالى قادر على كل شيء، والمؤمن يصدق كل ما جاء من عند الله، ولكن نقول ونؤكد لابد من استشارة أهل العلم. وأن نحذر أن ينطبق علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها»، فنحذِّر كل الحذر من هذه الأشياء.

جذوع الأشجار ترسم عبارة لا إله إلا الله:

صورة رسمها أحد الهواة تصوّر الأشجار وجذوعها ترسم عبارة لا إله إلا الله، وانتشرت الأكذوبة بين الناس أن هذه الصورة حقيقية وهي لغابة في ألمانيا- أنظر كيف يختارون بلدًا غير إسلامي ليكون الأثر أكبر-، وتُنسج حولها الأكاذيب فقد أسلم فلان وشفي فلان بسبب زيارته لها و... و... و... كل واحد حسب قوة خياله.

لقد وضعتُ ذات مرة صورة على موقعي ملتقطة بالأقمار الاصطناعية للمحيط الهادئ، وقد رسمت الأمواج اسم الله بخط ديواني جميل. طبعًا لم أر في هذه الصورة معجزة، بل رأيت فيها لوحة فنية طبيعية رائعة، وبعد ذلك وصلتني انتقادات لأن بعض القراء اعتبرها معجزة، فقمت بحذفها خوفًا من أن يساء فهم هذه الصورة.

فهناك فرق بين الصور الفنية التي يحبها المؤمن ويجد فيها جمالًا ما، وبين المعجزات. فالصور الملتقطة لغيمة رسمت اسم الله أو موجة رسمت اسم الله أو نبات شوكي رسم اسم الله... مثل هذه الصور يمكن عرضها ليس كمعجزات بل كصور طبيعية مثلها مثل أي صورة تدعو المؤمن للتفكر في خلق الله وعظمة الخالق.

انهيار البرجين: هل ذكره القرآن؟

سرت شائعة أخرى عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن القرآن تحدث عن تاريخ انهيار برجي التجارة العالميين في الولايات المتحدة، وذلك في قوله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109]. فهذه الآية وردت في سورة التوبة التي ترتيبها في المصحف 9 وتقع في الجزء 11، وقالوا بأن هذه الآية دليل على أنها تتحدث عن أحداث 11/9 وأن اسم الشارع الذي يقع فيه البرجان هو {جرف هار}، وأن عدد الكلمات من بداية سورة التوبة حتى هذه الآية هو 2001 كلمة وهو نفس العام الذي وقع فيه الحادث!

وأقول أيها الأحبة إن هذه الأرقام يختلط فيها الصواب بالخطأ، فرقم سورة التوبة هو 9 ورقم الجزء الذي تقع فيه هو 11 هذا صحيح، ولكن بقية المعلومات في الرواية غير صحيحة، فخلطوا هذه الأرقام لتكون الأكذوبة مقنعة! ولكن الغريب ما علاقة هذه الآية التي تتحدث عن المسجد الضرار الذي أسسه المنافقون على غير تقوى الله، وتشير إلى أن كل إنسان يبني أعماله في الدنيا على غير تقوى الله فإن هذه الأعمال ستنهار وتهوي به في نار جهنم يوم القيامة. فما علاقة انهيار بناء يوجد مثله آلاف الأبنية بهذه الآية؟

ثم إن عدد كلمات سورة التوبة ليس 2001 وعدد الكلمات من بداية السورة حتى الآية المذكورة ليس 2001 وهذا العدد ليس له وجود في السورة أصلًا، كذلك لا يوجد في أمريكا شارع اسمه- جرف هار-. ولذلك نحذر إخوتنا من مثل هذه الأكاذيب التي يستثمرها أعداء الإسلام ليقولوا: انظروا كيف أن الإسلام يدعو للإرهاب وقتل الأبرياء، ونقول إن القرآن بريء من مثل هذه الافتراءات.

من لا ينشر هذا الحلم سيموت بعد ثلاثة أيام:

رأيت ذات مرة ورقة توزع على أبواب المساجد يدعي صاحبها الشيخ أحمد أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في الحلم، وأخبره بأنه مات كذا وكذا هذا الأسبوع وأنهم جميعًا من أصحاب النار، وأنه على الناس أن يتوبوا إلى الله، وأن من ينشر هذه الورقة يدخله الله الجنة!! ومن لا ينشرها أو يمزقها ويستهزئ بها سيموت!!

وسبحان الله! إذا كان الشيخ أحمد هو من يحدد من يدخل الجنة والنار ومن سيموت إذًا فما حاجتنا للقرآن والسنة؟ إن سبب تصديق بعض المؤمنين لمثل هذه الأكاذيب هو ضعف العقيدة لديهم، فالمؤمن قوي في عقيدته وفي علومه وفي ثقافته، وأفضل طريقة لعلاج مثل هذه الظاهرة الإكثار من قراءة أبحاث الإعجاز العلمي والمساهمة في نشرها- طبعًا بعد التأكد من صدق هذه المعجزات-.

شاب تفحم من عذاب القبر بعد 3 ساعات:

لا أدري ما هي العبرة أن يتفحم جسد إنسان كافر بعد موته! هل سينقذه هذا من عذاب النار، وهل هذه نهايته؟ وهل إذا حدث مثل هذا الأمر سيقنع الملحدين بصدق الإسلام؟ نقول دائمًا: إن أي معجزة هناك هدف من ورائها لأن الله تعالى لم يخلقنا عبثًا، وهذا يشبه قصة الكرامات التي أصبحت ألعوبة بيد البعض!

الله قادر على كل شيء، وقادر على أن يعطي عباده ما يشاء من الكرامات، ولكن هناك هدف من وراء ذلك، ولكن بعض المبالغين ساقوا عددًا هائلًا من الكرامات حتى شوَّهوا صورة من ألصقوا به هذه الأكاذيب. فأحد الصالحين يذهب كل يوم ويصلي في الكعبة ثم يعود بسرعة البرق، وأحدهم يمشي على وجه الماء محطمًا بذلك قوانين علم السوائل! ويستطيع آخرون أن يعلموا ما تفكر به وما تخفيه متجرّئين على الله الذي قال عن نفسه {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19]. وهكذا أشياء لم ينزل الله بها من سلطان، لا نرى هدفًا منها ولا فائدة بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب، فكيف يمكن لأحد من البشر أن يعلمه؟

وأقول يا أحبتي كفانا تخلفًا، لقد حان الوقت لنبنيَ إيماننا وعقيدتنا على أساس علمي يتوافق مع القرآن والسنة، إن أعظم كرامة منَّ الله بها عليَّ أن هداني لحفظ القرآن الذي أعتبره أهم عمل قمت به في حياتي، لأنه غير حياتي بالكامل، بل وغير آخرتي إن شاء الله، فهذه هي الكرامة الحقيقية.

إسلام مايكل جاكسون وغيره من المشاهير:

سبحان الله! إذا أسلم رجل مشهور أو غني يسارع البعض إلى التهليل والتكبير والدعاية له! ماذا عن الفقراء الذي يدخلون في الإسلام بالآلاف كل يوم، لماذا لا يذكرهم أحد! هل تعلمون يا إخوتي أن أكثر أهل الجنة هم من الفقراء! وأكثر أهل النار هم من المشاهير والأغنياء! هذا ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

فالمطرب الأمريكي الشهير مايكل جاكسون صرح ذات مرة بأنه يحترم الإسلام- ولم يعتنق الإسلام-، وسواء دخل في الإسلام أم بقي على عقيدته فليس هناك حاجة للفرح، لأن المؤمن يفرح برحمة الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]. والمؤمن يفرح بكل إنسان يهديه الله للإسلام سواء كان غنيًّا أم فقيرًا.

جهاز تخطيط القلب يرسم اسم الله:

وهذه أكذوبة أخرى يساهم في نشرها بعض الإخوة بسبب عدم علمهم بأساليب المستهزئين، فقد انتشرت على المنتديات الكثير من المعجزات الوهمية التي أضرَّت كثيرًا بالإعجاز العلمي. فتارة تأتي معلومة تقول إن القلب يصدر ترددات رسمت اسم الله على جهاز التخطيط، وتارة يقولون عثرنا على فتاة على أذنها اسم الله أو أنهم وجدوا اسم الله على غيمة أو نبتة أو تمرة أو على سطح القمر أو غير ذلك...

وكل هذه الأشياء سواء كانت صحيحة أم خاطئة فالمؤمن في غنى عنها، لأن قدرة الله أكبر بكثير من ذلك، والله قادر على أن يجعل اسمه على كل شيء، ولكن الله أودع في كل ذرة وفي كل خلية وفي كل شيء من حولنا نظامًا محكمًا يشهد على عظمة ووحدانية الخالق عز وجل.

صورة حقيقية:

بعض القراء وبسبب وقت الفراغ الكبير لديهم لا يجدون تسليةً سوى أن يجلسوا على برنامج الفوتو شوب ويسرحوا بخيالهم فيأخذون صورة للقمر ثم يتلاعبوا بها فيحدثون شقًّا طويلًا يقسم القمر إلى نصفين، ثم ينشرونها على أنها معجزة! والحقيقة أن العلماء اكتشفوا شقوقًا على سطح القمر وكانت محيرة لهم فلم يجدوا لها تفسيرًا حتى الآن.

وقد اختلطت هذه الصور ببعضها فأصبح متعسرًا على الإنسان التمييز بينها، ونقول ونكرر: ينبغي علينا التأكد من أي معلومة مجهولة المصدر، فلا نرفض الإعجاز العلمي لأن بعض الأبحاث ملفقة، وربما نذكر ما حدث مع الإعجاز العددي عندما رفضه بعض العلماء بسبب بعض الأخطاء والانحرافات.

فالقرآن معجز بكل ما فيه ولا يجوز أن نرفض الإعجاز بحجة الأخطاء التي نراها من البعض، بل علينا أن ندقق ونمحص ونتأكد من المعلومات قبل أن نقتنع بها أو نساهم في نشرها.

أمثلة لا دليل عليها من العلم:

1- شعاع يخرج من الكعبة ويصعد في السماء!

2- ملاك يهبط على الكعبة المشرفة ويتمكن بعض الهواة من تصويره!

3- اكتشاف قطرة لعلاج العين مستوحاة من سورة يوسف!

4- بعد تحليل الحجر الأسود تبين أنه من خارج المجموعة الشمسية!

5- بصمة للزوج في رحم الزوجة هي سبب عدة المطلقة أو الأرملة!

6- لبس الذهب للرجال يؤذي الحيوانات المنوية ولذلك حرم الله الذهب على الرجال.

7- وزن الإنسان ينقص بعد الموت وهذا هو وزن الروح!

8- مكة مركز اليابسة!

وغير ذلك كثير جدًّا... وجميع هذه الأشياء تحتاج لدليل علمي فقد تكون صحيحة وقد تكون من وحي الخيال، ومع أننا نؤمن تمامًا بالمعجزات ونؤمن أن كل شيء في الكون هو معجزة تشهد على وجود الخالق تعالى، إلا أننا نريد أن نبني إيماننا على دليل وأساس علمي متين وصحيح لكي نقنع غير المسلمين بهذا الدليل.

ونصيحتي لإخوتي وأخواتي أن يتأكدوا من أي معلومة قبل المساهمة في نشرها، ونحن من خلال هذا الموقع نرحب بأي سؤال أو استفسار، أو أي فكرة تأتينا يمكن أن تكون مفيدة للبحث العلمي. فالهدف من عملنا هذا كما نؤكد دائمًا هو أن نرضي الله تعالى، وأن نساهم في نشر العلم النافع الذي سيبقى ثوابه وأجره مستمرًّا حتى بعد موتنا. وأخيرًا عسى أن نكون من الذين قال الله فيهم: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].

الكاتب: عبد الدائم الكحيل.

المصدر: موقع أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.